"العفو الدولية" تدعو لوقف الإبادة الجماعية في غزة
"العفو الدولية" تدعو لوقف الإبادة الجماعية في غزة
طالبت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، الخبيرة الحقوقية الفرنسية أنييس كالامار، جميع القوى الدولية، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، باتخاذ إجراءات فورية لوقف الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة أن إسرائيل لا تستخدم فقط السلاح العسكري، بل تشن حرب تجويع ممنهجة جعلت غزة «خالية تمامًا من الطعام».
وأوضحت كالامار، في مقابلة مع وكالة الأناضول، الأحد، أن الوضع الإنساني في القطاع بلغ حدًا كارثيًا منذ استئناف الحرب الإسرائيلية في مارس الماضي، بعد أن انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير بين حماس وإسرائيل، وتنصلت منه الأخيرة في 18 مارس.
وأشارت إلى أن إسرائيل شددت الحصار وأغلقت المعابر أمام دخول الغذاء والدواء والمساعدات منذ 2 مارس، ما عمّق المجاعة وأدى إلى نفاد كل مقومات الحياة، بحسب تقارير صادرة عن منظمات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية.
إسرائيل تتحمل المسؤولية
شددت كالامار على أن ما يحدث هو «إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم»، محمّلة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، ودعت إلى رفع الحصار فورًا وإدخال مساعدات غذائية وطبية بكميات وفيرة، وليست محدودة، قائلة: «الناس يموتون جوعًا.. الأطفال والنساء يموتون».
وأضافت أن بيانات البنك الدولي أكدت أن الفلسطينيين في غزة باتوا يعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية بعد أن حولهم الحصار المستمر إلى فقراء لا يملكون شيئًا.
ونددت كالامار بصمت الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، تجاه ما يجري، معتبرة أن فشلهم في حماية القانون الدولي وحقوق الإنسان أسهم في تحويل الإبادة إلى «واقع مفروض».
وانتقدت بشدة استعداد بعض الدول الأوروبية لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، ووصفت ذلك بأنه «تواطؤ مع مجرمي الحرب».
دعوة لمحاسبة قادة إسرائيل
حثت الأمينة العامة منظمة العفو الدولية الاتحاد الأوروبي على الالتزام بالمبادئ التي تأسس عليها، وهي حقوق الإنسان والقانون الدولي، مطالبةً باتخاذ موقف واضح لتنفيذ مذكرتي التوقيف الصادرتين عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحذرت كالامار من تصاعد القمع في أوروبا ضد الأصوات المنتقدة لإسرائيل، مشيرةً إلى أن ألمانيا، رغم امتناعها عن وصف ما يجري في غزة بالإبادة الجماعية، تتبنى قوانين تُستخدم لقمع حرية التعبير المشروعة للمتضامنين مع الفلسطينيين، وهو أمر وصفته بأنه «مرفوض تمامًا».
ودعت كالامار كل الجهات الدولية إلى الاعتراف بأن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية من قبل إسرائيل، والعمل لفرض هذا الاعتراف على الساحة الدولية، مؤكدة أن الحصار لا يمكن أن يستمر، والمساعدات يجب أن تدخل فورًا، وبكميات تتناسب وحجم الكارثة.